في سجلات التاريخ، يبرز اسم أبو الحسن علي بن عبد الله بن هيدور، والمعروف بابن هيدور، كعالم مغربي متعدد المواهب ترك إرثًا ملحوظًا في مجالي الرياضيات والأوبئة. وُلد في مدينة تازة بالمغرب عام 816 هـ (1413 م)، وتلقى تعليمه في الرياضيات من قبل العالم المغربي الشهير ابن البناء العددي في مراكش.
بعد وقت قصير، أسس ابن هيدور مدرسة بعنوان "أنملي" في مسقط رأسه تازة. واشتهر بشغفه بالرياضيات والطب، وهذا واضح من خلال إنشائه لمستشفى بالقرب من منزله تحت اسم "دار الشفاء"، حيث قام بعلاج المرضى ونقل المعرفة للطلاب. إن إنشاء "دار الشفاء" كان نقطة حاسمة في الحفاظ على المعرفة العلمية وتطويرها التي انتقلت عبر الأجيال من معلمه ابن البناء.
ابن هيدور أبرز نفسه كعالم رياضيات واستمرت مهارته في مجال الأوبئة. خلال عصره، تفشت الأمراض المعدية، وبشكل خاص الطاعون، وهذا دفعه لفهمها ومكافحتها. ألف أطروحة علمية بعنوان "المقالة الحكمية في الأمراض الوبائية"، وهي عمل علمي يشبه أطروحة الدكتوراه، تتناول ظاهرة الأوبئة على الصعيدين العالمي والمحلي وطرق نقلها وعلاجها ووسائل الوقاية منها.
ساهمت إسهاماته في مجال الأوبئة بأنه كان واحدًا من أوائل العلماء المسلمين الذين كتبوا عن الأوبئة، وذلك قبل العلماء الغربيين بأكثر من 300 عام. وبشكل مثير للاهتمام، اشتق الأوروبيون مصطلح "كورونا" من اللغة العربية، وهو المصطلح الذي استخدمه ابن هيدور لوصف شكل الأمراض.
Commentaires